لا يجادل اثنان بأهمية التعليم في بناء المجتمع والاقتصاد على حد سواء، إذ يساهم في تحويل أطفال اليوم إلى قادة المستقبل من خلال اكتساب أهم المعارف والخبرات وتحويلها إلى برامج قادرة على تطوير كل القطاعات.

ولعل دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول التي تولي أهمية قصوى لقطاع التعليم، إدراكاً منها لأهمية القطاع في تأسيس مجتمع الغد واقتصاده.

وأظهرت الأيام القليلة الماضية بوضوح اهتمام القيادة الرشيدة بالتعليم ومستقبله، وإدخال أحدث التكنولوجيات والتقنيات التي يُمكنها تغيير عملية التعليم جذرياً، وبالتالي تحسين نوعيته وجودته، وصولاً إلى مجتمع المعرفة الذي تطمح إليه الإمارات.

وبرز هذا الهدف جليّاً في اختتام اليوم الأول من فعاليات القمة التعليمية الأبرز في العالم، "بت الشرق الأوسط وأفريقيا" تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وبالشراكة مع "دائرة التعليم والمعرفة" بأبوظبي، والتعاون مع شركة "مايكروسوفت"، الداعم الرئيس لهذه القمة. إذ يُمكن القول إن المبادرات والتقنيات والاتفاقيات الموقّعة، ستساهم في تطوير دولة الإمارات عموماً، وتحويل تجربة التعليم فيها بشكل جذري للوصول إلى مجتمع المعرفة، وبناء ثقافة التغيير الناجحة لتلبية الاحتياجات المتطورة لمواطني القرن الحادي والعشرين.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

واعتبرت الدكتورة كريمة مطر المزروعي المدير التنفيذي لقطاع السياسات والبرامج التعليمية- دائرة التعليم والمعرفة، في تصريح لموقع "الاتحاد"، أن المعرض يركّز على بناء مهارات المستقبل لمواطني القرن الحادي والعشرين، وهو ما يبرر اختيار إدارة المعرض لإطار هذا العام المتمثل في بناء ثقافة التغيير لتلبية متطلبات مواطني القرن الحادي والعشرين.

وأضافت أن استراتيجية المهارات المتقدمة في دولة الإمارات تركز على مجموعة من المهارات التي تتوقعها الدولة من المواطنين، على غرار الحوسبة السحابية والواقع الافتراضي والمعزز، والعلوم والتكنولوجيا، إضافة إلى مهارات التطوير وتصميم التطبيقات.

 

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

واعتبرت الدكتورة نجلاء النقبي، مدير برامج التعليم الإلكتروني والإبداع في دائرة التعليم والمعرفة، أن إنشاء نظام تعليمي متكامل يوفر فرصاً تنافسية ومبتكرة لريادة الأعمال على مستوى عالمي، يقع في صلب رؤية الدائرة، لافتة إلى أن مؤتمر ومعرض "بِت الشرق الأوسط وأفريقيا" يعمل كمنصة للتكنولوجيا التعليمية في أبوظبي، حيث يتشارك خبراء التعليم من جميع أنحاء العالم بتبادل المعرفة والخبرة المرتبطة بأحدث اتجاهات التحول الرقمي، ما يوصل إلى الارتقاء المستمر بجودة التعليم في جميع المراحل ولكافة المتعلمي".

واعتبر خوسيه بابا رئيس مجلس إدارة شركة "بت" العالمية، في تصريحات خاصة لموقع "الاتحاد"، أن مبدأ المنصة يتمثل في أن تؤسس مجتمعاً عالمياً من المفكرين القادرين على تطوير وابتكار أهم التطبيقات التكنولوجية المخصصة للتعليم.

وأضاف أن في السنوات القليلة الماضية، شهدت التكنولوجيا تطوراً ملحوظاً واستحدث الكثير من المجالات مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والمعزز والعلوم العصبية، وكلها أثّرت بشكل واضح على التعليم ومجالاته.

وفي السياق، أكد أحمد أمين عاشور مدير قطاع التعليم في شركة "مايكروسوفت الخليج"، أن الشركة وقعّت مع وزارة التربية والتعليم مذكرة تفاهم مرتبطة بتدريب علماء البيانات في الدولة.

وأضاف أن الشركة ستعمل على تدريب الخريجين الجدد على كيفية التعامل مع البرامج المرتبطة بعلوم البيانات، خصوصاً أن سوق العمل يعاني من نقص شديد في مجال علماء البيانات.

وأكد أن الشركة وبالتعاون مع وزارة التعليم ستؤسس منهجاً تعليمياً جديداً للخريجين الجدد في الإمارات، يمكنهم من تعلم علم البيانات والتعامل معه، بالمستوى ذاته الموجود عند مهندسي علم البيانات في شركة "مايكروسوفت".

ولا يقتصر إصرار القيادة الرشيدة على الارتقاء بتجربة التعليم في الإمارات على هذا المؤتمر، بل أطلقت استراتيجية وزارة التربية والتعليم 2010- 2020، لتطوير واقع التعليم في الإمارات من خلال تحقيق عشر أهداف أساسية، في مقدمها تطوير المناهج وتحقيقها جودة عالية لتهيئة الطلبة لمجتمع المعرفة.

وإضافة لما سبق، هناك الكثير من المبادرات التي تصب في سياق تطوير التعليم في الإمارات عموماً، على غرار "جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم خليجي"، والتي بدأت تقييم الأعمال المشاركة ضمن المرحلة الأولى، في العاشر من الشهر الجاري، إضافة إلى برنامج "محمد بن راشد للطلبة الإماراتيين المتميزين" الذي يقدم أكثر من 100 منحة للطلبة الإماراتيين حتى إنهاء مرحلة التعليم المدرسي.

كما أكد معالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الإصطناعي أن حكومة دولة الإمارات تتبنى توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم بهدف تعزيز قدرات ومهارات جيل المستقبل والارتقاء بتجربة التعليم، ما يجسد توجهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، بإطلاق جيل جديد من المدارس يضم مختبرات متطورة للتصميم والروبوتات والذكاء الاصطناعي.

والحال، أن التعليم في الإمارات يعتبر من أفضل القطاعات في المنطقة، خصوصاً أن مؤسسة "تايمز هاير إديوكيشن" (التايمز للتعليم العالي) صنّفت جامعة خليفة كثاني أفضل جامعة في العالم العربي بعد جامعة الملك عبد العزيز في السعودية، في حين حلّت جامعة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الخامسة في التصنيف لعام 2019.

اقرأ أيضاً... منصور بن زايد: التعليم قاطرة التنمية الوطنية

ومن المؤكد أن القيادة الرشيدة ستواصل تطوير التعليم في الدولة، حتى تصل الجامعات الإماراتية إلى مصاف أفضل الجامعات العالمية، وستعمل بشكل متواصل على تطوير المناهج وإدخال أحدث التقنيات والتكنولوجيات للوصول إلى مجتمع المعرفة، ولكي تصبح الإمارات قبلة للعلم  يقصدها الباحثون من كل أنحاء العالم.